الفاصلة، بغداد
يدرس العراق حالياً حذف ثلاثة أصفار من عملته المحلية، التي تراجعت قيمتها منذ الثمانينيات بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية ، بهدف تحقيق انضباط مالي أكثر صرامة في العام 2025 بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية لكن الملف لا يزال محل جدل بالبلاد لاسيما وأن هذا الاجراء قد يتسبب بموجة من الإرباك بين المواطنين ما يدفعهم للتخلي عن مدخراتهم من الدولار واستبدالها بالدينار العراقي ما يؤدي الى نمو كبير ومفاجئ في الكتلة النقدية ويقوض الاستقرار النقدي.
وبحسب مختصين فأن عملية حذف الأصفار قد تصطدم بعاملين الأول هو عدم استقرار سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي والثاني عدم الاستقرار السياسي مشيرين إلى أن التحرك نحو الملف بدأ منذ العام 2007 ودخوله حيز التنفيذ يجب أن يكون محسوبا جيدا خاصة وأن العملية قد تكلف العراق أموالا طائلة لطباعة فئات نقدية جديدة .
وأضافوا إن القيمة الفعلية للأموال التي يملكها الناس لا تتغير بعد حذف الأصفار، إلا أن تلك الخطوة تُسهم في تبسيط عمليات البيع والشراء للأفراد والشركات، وتكافح التضخم وتجعل المبالغ المالية أكثر بساطة وفهما فبدلا من التعامل مع أرقام ضخمة مثل ترليون أو مليون دينار عراقي يمكن تحويلها إلى 1,000 دينار فقط بعد حذف ثلاثة أصفار
بدوره كشف محافظ البنك المركزي علي العلاق، في تصريحات صحفية سابقة، أن عملية حذف الأصفار من العملة تحظى بمراجعة ودراسة مستمرة في البنك موضحًا أن البنك استجاب للتحديات الاقتصادية العالمية مثل ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام، عن طريق تعديل بعض السياسات النقدية بما يتماشى مع الوضع الدولي ولتعزيز الثقة في الدينار العراقي ومنع الانخفاض الحاد في قيمته
ويبقى السؤال مطروحا.. هل سيؤدي حذف الأصفار الى إعادة القيمة الحقيقية للعملة ومكافحة التضخم أم إنها ستصطدم بتغيرات سعر الدولار والنفط؟