الفاصلة – تقارير خاصة
في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أشار السياسي العراقي انتفاض قنبر، في تصريح خاص لـ”الفاصلة”، إلى أن العراق قد يواجه مرحلة جديدة من الضغوط الأمريكية غير المسبوقة، خاصة فيما يتعلق بالملف المالي والعلاقات مع إيران.
العراق تحت المجهر المالي الأمريكي
أكد قنبر أن إدارة ترامب المقبلة تتجه لتطبيق رقابة مالية صارمة على العراق، مع التركيز على مصرف الرافدين، الذي يُزعم أنه يصرف نحو 300 ألف راتب لفصائل مسلحة علنًا. وأضاف أن هذه الحكومة الأمريكية “شرسة وذكية”، وستبدأ بتدقيق جميع المصروفات المالية للعراق، مشيرًا إلى أن إدارة وزارة الكفاءة الحكومية التي يقودها إيلون ماسك ستكون مسؤولة عن هذا التدقيق.
وأوضح قنبر، أن العقوبات قد تشمل مصرف الرافدين ووزارة النفط وشركة “سومو”، ما قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية غير مسبوقة في العراق. وأضاف: “اليوم، العقوبات الاقتصادية أشد فتكًا من الصواريخ والقنابل، لأن تأثيرها يضرب البنية المالية والاقتصادية للدولة، ويؤدي إلى شلل شبه كامل في مفاصلها الحيوية”.
تهريب النفط والفساد المالي.. الهدف الأمريكي القادم؟
كشف قنبر أن تهريب النفط الإيراني وخلطه بالنفط العراقي يمثل مشكلة كبيرة، حيث يتم إيداع عائداته في البنوك العراقية، وهو ما قد يكون سببًا مباشرًا لتحركات الإدارة الأمريكية المقبلة. وأشار إلى أن “مصرف الرافدين يمنح قروضًا لشركات غير شرعية، ويدعم بعض الفصائل المسلحة، ما يجعله هدفًا للعقوبات الأمريكية المرتقبة”.
كما تحدث عن عمليات تهريب النفط عبر شخصيات سياسية بارزة، لافتًا إلى أن بعض الفصائل والمجموعات المسلحة قد تكون ضمن قوائم العقوبات، ومن بينها منظمة بدر وقاسم الأعرجي، بحسب تحليلات مصادر في واشنطن.
عقوبات.. وعمليات “جراحية عسكرية”؟
لم يستبعد قنبر أن تلجأ واشنطن إلى تنفيذ عمليات جراحية عسكرية، تشمل “تصفية” بعض القيادات المسلحة في العراق، لكنه شدد على أن الاجتياح العسكري الشامل كما حصل في 2003 لن يتكرر، بل ستتم مواجهة نفوذ الفصائل بطريقة أكثر دقة، عبر العقوبات الاقتصادية والاستهدافات المحددة.
وأشار إلى أن ترامب يسعى إلى إعادة ضبط سياسات أمريكا في الشرق الأوسط، وفرض قواعد جديدة حتى في الشؤون الاجتماعية، حيث ستشهد السياسة الأمريكية تغييرات تتجاوز العراق وتمتد إلى أوروبا وبقية دول المنطقة.
رسالة قنبر: العراق بين خيارين صعبين
اختتم قنبر حديثه لـ”الفاصلة” بالتأكيد على أن العراق يواجه خيارين لا ثالث لهما:
إما أن يصبح دولة ذات سيادة تحظى باحترام المجتمع الدولي، من خلال تقليص نفوذ الفصائل المسلحة والحد من الفساد المالي.
أو أن يواجه عواقب وخيمة، تشمل العقوبات الاقتصادية، والعزل الدولي، وحتى استهدافات عسكرية مباشرة لبعض الكيانات والشخصيات السياسية.
هل يستعد العراق لمرحلة جديدة من الضغوط الأمريكية؟
مع تسلم إدارة ترامب الجديدة للسلطة، يبدو أن المواجهة بين واشنطن وبغداد ستتخذ منحىً جديدًا، خاصة مع الحديث المتزايد عن تصعيد مالي واقتصادي ضد العراق، مما يضع الحكومة العراقية أمام تحديات غير مسبوقة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي برمته.