الفاصلة، أربيل
رأى رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، أن الدورة البرلمانية الحالية هي أسوأ الدورات على الاطلاق.
وقال المشهداني خلال حضوره في منتدى أربيل السنوي الثالث، اليوم الأربعاء إن “العراق لايزال يعاني من التأثيرات التي حدثت عام 2003″، مبيناً أن “ما حدث بعد 2003 هو ازالة الدولة والنظام معاً”.
وأوضح: “تأخرنا في النهوض (بعد 2003) لأننا سلمنا دولة مستباحة”، مردفاً أن “الدولة أسقطت بلمح البصر بعد ثمانين سنة من البناء، ومن ثم بدأنا بالدستور الذي نحو 95% منه جيد جداً”.
ورأى المشهداني أنه “لم يترك لنا المجال لاعادة بناء العاق وانما فتحت علينا أبواب جهنم”، مستشهداً بما حصل لبغداد من تفجيرات يومية خلال ذلك الوقت (بعد 2003).
وأشار المشهداني الى أن “العراق الان استقر أمنياً، وبدأ يستقر اقتصادياً واتخذ منهج عدم الانحياز فيما يجري من حوله، ونستطيع فتح أبواب الاستثمار العالمي لكي نستطيع بناء هذا العراق”.
ولفت الى أن “العراق يحتوي على 1432 مادة قابلة للاستثمار والتصنيع بين طاقة ومواد أخرى، وكل امكاناتنا المستقبلية ستعتمد على ما تحت الارض”.
رئيس مجلس النواب، أكد أن “العالم بما فيه أميركا وأوروبا سيحرص على أن يبقى العراق مستقراً لكي يستفيدوا من الطاقة الموجودة فيه”.
وأردف المشهداني أن “الدولة تحتاج الى الكفاءات في بنائها، بينما الأحزاب تحتاج الى ولاءات في استمراريتها”، معتقداً أن “الولاءات تضمن في طياتها الفساد الاداري والسياسي والمالي”.
ونوّه الى أن “آفة الفساد تحولت خلال الانهيارات الأمنية الى ظاهرة اجتماعية”، مستدركاً أن هذه الآفة “بدأت بالانحسار مع حكومة السوداني”.
كما رأى أن “هذه الدورة البرلمانية هي أسوأ الدورات على الاطلاق، حيث شهدت السنة الأولى صراعاً بين التيار الصدري والاطار التنسيقي، والسنة الثانية صراعاً داخل الأنبار، ومن ثم استغرقنا سنة لنختار رئيس للبرلمان، وهذه السنة سنة انتخابات”، مؤكدا حرصه على تفعيل لجنتي القانونية والنزاهة النيابيتين.
وبخصوص مسألة رواتب موظفي اقليم كردستان، قال المشهداني: “موقفنا كان عدم ادخال رواتب اقليم كردستان في المناكفات السياسية”.
موضحا أن “رئيس الاقليم (نيجيرفان بارزاني) ما جاء الى بغداد الا ووجد ما يسره”، فيما دعا الى أن يكون التواصل مستمراً بين بغداد وأربيل لحل المشاكل العالقة.
استثمار الطاقة في العراق
وبشأن وضع العراق، بيّن المشهداني أن “العراق سيقى مستقراً وسيزداد استقراراً ونمواً، طالما أن الأمن مستقر سيزدهر اقتصادياً، وسيبقى النظام اتحادياً ديمقراطياً اختيارياً، واخترنا ان نكون معاً”، مشددا على ضرورة “استثمار الطاقة في العراق للأجيال القادمة”.
كما رأى أن “التحدي القادم في الانتخابات هو اذا استطعنا بهذا النمو والاستقرار استقطاب الطاقات والكفاءات وتنمية الزراعة والصناعة وسيكون المسار الصحيح لأي حكومة أخرى”.
أما بشأن قانون الانتخابات الجديد، فقال المشهداني أنه “لم ير النور لحد الان”، معتقداً أن “أفضل الحلول هو جمع كل الآراء والخروج بقرار”.
ولفت الى أن “رأي التيار الصدري مهم جداً”، في قانون الانتخابات، مبيناً أنه “يجب أخذ رأي من يشترك ومن لا يشترك بالانتخابات”.
وبشأن الوضع في المنطقة، قال المشهداني إن “ما يجري في المنطقة هو إعادة رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط”.
ووصف المشهداني العراق بأنه أشبه بـ”الطائرة بجناحين، وهما العروبة والاسلام”، معتقداً أن “المؤامرة التي جيء بها الى العراق هي لتقسيمه”.
واستدرك رئيس مجلس النواب العراقي أن “تقسيم العراق جغرافياً يحتاج الى تمزيق نسيجه الاجتماعي”، مضيفاً أن “العراق لن يستقر ما لم يتحول من دولة مكونات الى دولة مواطنة، وهو الشعار الذي ينبغي أن نعمل عليه”.
ونبّه الى ضرورة التحول “من أحزاب عقائدية الى أحزاب خدمية تتنافس على كمية الرفاهية التي تضيفها الى المواطن، وليس على أساس حماية المذهب وحماية المكون”.